الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
.وفاة علي بن مزيد وولاية ابنه دبيس. ثم توفي أبو الحسن بن مزيد سنة ثمان وأربعمائة وقام بالأمر مكانه ابنه نور الدولة أبو الأغر دبيس وقد كان أبوه عهد لأخيه في حياته وخلع عليه سلطان الدولة وأذن في ولايته فلما ولي بعد أبيه نزع أخوه المقلد إلى بني عقيل فأقام بينهم وكانت بسبب ذلك بين دبيس وقراوش أميري بني عقيل فتن وحروب وجمع دبيس عليه بني خفاجة وملك الأنبار من يده سنة سبع عشر وأربعمائة ثم انتقض خفاجة على دبيس وأميرهم منيع بن حسان وسار إلى الجامعين فنهبها وملك الكوفة وصار أمر دبيس وقراوش إلى الوفاق واستوى الأمر على ذلك ومنعت خفاجة بني عقيل من سقي الفرات..استيلاء منصور بن الحسين على الجزيرة الدبيسية. كانت الجزيرة الدبيسية قد استقرت لطراد بن دبيس وكان منصور بن الحسين من شعوب بني أسد تغلب عليها وأخرج طراد بن دبيس عنها سنة ثمان عشرة وأربعمائة ثم مات طراد فسار ابنه أبو الحسن إلى جلال الدولة ببغداد وكان منصور بن الحسين قد خطب للملك أبي كليجار وقطع الخطبة لجلال الدولة فسأل منه على بن طراد أن يبعث معه عسكرا ليخرج منصورا من الجزيرة فأنفذ معه العسكر وسار إلى واسط ثم أغذ السير وكان منصور جمع للقائه وأعانه بعض أمراء الترك وهو أبو صالح كركبر وكان قد هرب من جلال الدولة إلى أبي كليجار فأعان منصورا على شأنه ولقوا علي بن طراد فهزموه وقتلوه وجماعة من الترك الذين بعثهم جلال الدولة لنصرته واستقر ملك الجزيرة الدبيسية لمنصور بن الحسين..فتنة دبيس مع جلال الدولة وحروبه مع قومه. كان المقلد أخو دبيس بن مزيد قد لحق ببني عقيل كما ذكرناه وكانت بينه وبين نور الدولة دبيس عداوة فسار إلى منيع بن حسان أمير خفاجة واجتمعا على قتال دبيس على خلافة جلال الدين وخطب لأبي كليجار واستقدمه للعراق فجاء إلى واسط وبها ابن جلال الدولة ففارقها وقصد النعمانية ففجر عليه البثوق من بلده وأرسل أبو كليجار إلى قراوش صاحب الموصل والأثير عنبر الخادم أن ينحدروا إلى العراق فانحدروا إلى الكحيل ومات بها الأثير عنبر وجمع جلال الدولة عساكره واستنجد أبا الشوك صاحب بلاد الأكراد فأنجده وانحدر إلى واسط وأقام بها وتتابعت الأمطار والأوحال فسار جلال الدولة إلى الأهواز بلد أبي كليجار لينهبها وبعث أبو كليجار إليه بأن عساكر محمود بن سبكتكين قد قصدت العراق ليرده عن الأهواز فلم يلتفت إلى ذلك وسار ونهب الأهواز وبلغ الخبر إلى أبي كليجار فسار إلى مدافعته وتخلف عنه دبيس خوفا على حله من خفاجة والتقى أبو كليجار وجلال الدولة فانهزم أبو كليجار وقتل من أصحابه كثير واستولى جلال الدولة على واسط وأعاد إليها ابنه عبد العزيز كما كان ولما فارق دبيس أبا كليجار وجد جماعة من عشيرته قد خالفوا عليه وعاثوا في نواحي الجامعين فقاتلهم وظفر بهم وأسر منهم جماعة منهم: أبو عبد الله الحسين ابن عمه أبي الغنائم وشبيب وسرايا ووهب بنو عمه حماد بن مزيد وحبسهم بالجوسق ثم جمع المقلد أخوه جموعا من العرب واستمد جلال الدولة فأمده بعسكر وقصدوا دبيس فانهزم وأسر جماعة من أصحابه ونزل المعتقلون بالجوسق فنهبوا حلله ولحق دبيس بالشريد منهزما فسار به إلى مجد الدولة وضمن عنه المال المقرر في ولايته فأجيب إلى ذلك وخلع عليه واستقام حاله وذهب المقلد مع جماعة من خفاجة فنهبوا مطير أباد والنيل أقبح نهب وعاثوا في منازلها ولم تكن الحلة بنيت يومئذ وعبر المقلد دجلة إلى أبي الشوك فأقام عنده حتى أصلح أمره..الفتنة بين دبيس وأخيه ثابت. كان أبو قوام ثابت بن علي بن مزيد متصلا بالبساسيري سنة أربع وعشرين وأربعمائة وتزحزح لهم دبيس عن البلاد وملك ثابت النيل وأعمال دبيس وبعث دبيس طائفة من أصحابه لقتال ثابت فانهزموا فسار دبيس عن البلاد وتركها لثابت حتى رجع البساسيري إلى بغداد فسار في جموع بني أسد وخفاجة ومعه أبو كامل منصور بن قراد وتركوا حللهم بين حصني وجرى وساروا جريدة ولقيهم ثابت عند جرجرا فاقتتلوا مليا ثم تحاجزوا واصطلحوا على أن يعود دبيس إلى أعماله ويقطع أخاه ثابتا بعض تلك الأعمال وتحالفوا على ذلك وافترقوا وجاء البساسيري منجدا لثابت فبلغه الخبر بالنعمانية فرجع..الفتنة بين دبيس وعسكر واسط. كان الملك الرحيم قد أقطع دبيس بن مزيد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة حماية نهر الصلة ونهر الفضل وهي من إقطاع جند واسط فسخطوا ذلك واجتمعوا وبعثوا إليه بالتهديد فراجعهم إلى حكم الملك الرحيم فغضبوا وزحفوا إليه فلقيهم وأكمن لهم فهزمهم وأثخن فيهم وغنم أموالهم ودوابهم ورجعوا إلى واسط يستنجدون جند بغداد ويرغبون من البساسيري في المدافعة ويعطه نهر الصلة ونهر الفضل.
|